أطار : الإعلاميات يفتحن نقاشًا جادًا حول التواصل الرقمي وسط غياب محلي لافت

بواسطة mohamed

في مساء هادئ، لكن بنَفَسٍ إعلامي صاخب، اجتمعت كوكبة من النساء الإعلاميات في رحاب المركز الثقافي البلدي، حيث أطلقن ورشة تحسيسية وتشاورية بالشراكة مع فعاليات المجتمع المدني.

 اللقاء تمحور حول الإعلام وتحديات التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي، بحضور مسؤولين إداريين ومنتخبين محليين، ليمنح النقاش بعدًا رسميًا ومجتمعيًا مهمًا.

ورغم ثقل الموضوع المطروح وأهميته المتزايدة، سجل الحضور الإعلامي المحلي غيابًا ملحوظًا، إذ اقتصرت التغطية على ثلاث منصات فقط من أصل عشرين وسيلة تنشط في الولاية. 

ومع ذلك، لم يكن الغياب سببًا في خفوت صوت النقاش، فقد حضرت الكلمة، وعلت الأسئلة، وتجلّى الشعور بالحاجة الملحة لفهم أعمق لدور الإعلام في ظل التحولات المتسارعة.

في زمنٍ باتت فيه المعلومة تصل قبل أن يُسأل عنها، لم يعد كافيًا أن نستهلك ما يُقدّم لنا من محتوى دون تمحيص، بل أصبح من الضروري بناء درع معرفي يحصّن الأفراد والمجتمعات من طوفان الإعلام المضلل، الذي يلبس ثوب الحداثة فيما يخفي نوايا التشويش والتشويه.

الورشة، التي شهدت مداخلات متنوعة من الحاضرين، حملت في طيّاتها دعوات صريحة لمراجعة بعض الاختلالات، وطرحت تساؤلات جوهرية لا يمكن التغاضي عنها:

- أين فرع اتحاد الإعلاميات في هذه الولاية؟  
  ولماذا لا يتم تأسيس هيكل دائم يُغني عن التنقل المتكرر من العاصمة؟ 

ألا تستحق هذه الولاية، بنشاطها الإعلامي الملحوظ، تمثيلًا مؤسسيًا دائمًا؟

- أين هو منتدى المجتمع المدني من الميدان؟ 
  كيف لمنتدى يضم غالبية المنظمات والنوادي والهيئات أن يغيب عن أدوار التحسيس والتكوين، بينما الحاجة المجتمعية تتضاعف لفهم الإعلام وتوظيفه بشكل إيجابي؟

- إلى متى يُقصى الإعلام المحلي من المشهد؟  
  إعلام يعمل بإمكانات بسيطة، لكن بعزيمة كبيرة، ويواكب الأحداث لحظة بلحظة. 

ألا يستحق هذا الإعلام الاعتراف والدعم، ليكون فاعلًا لا تابعًا في مشروع التنمية المجتمعية الشاملة؟

في النهاية، كانت الرسالة واضحة: 

الإعلام الجاد لم يعد ترفًا في زمن الشائعات والانفجار المعلوماتي، بل هو واجب وطني ومسؤولية جماعية. ودعمه، اليوم، يعني حماية المجتمع وتوجيهه نحو وعي أوسع وواقع أصدق.