رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار الذي يخيّم على الأسواق مع بداية موسم التمور، تواصل "الكيطنه" تألقها كواحدة من أعرق العادات الصيفية في مدينة أطار، محافظة على حضورها القوي ومكانتها الوجدانية لدى سكان المدينة.
ومع بزوغ أولى بشائر التمور في "شارع الميزان"، تنطلق حركة موسمية مميزة نحو "الوديان" و"ازرايب"، حيث تغادر الأسر أجواء المدينة نحو واحات النخيل، بحثًا عن الراحة والصحة والسكينة في حضن الطبيعة، واستعادة لروابط راسخة مع الموروث الشعبي الأصيل.
ورغم وصول سعر الكيلوغرام من "التگلاع" إلى 4500 أوقية قديمة في بدايات الموسم قبل أن يتراجع إلى 3000، فإن الشغف بهذا الموسم ظل حاضرًا بقوة، مؤكدًا أن الكيطنه ليست مجرد وجهة موسمية، بل تجربة متكاملة تُجسد الارتباط العميق بين الإنسان والمكان.
في أطار، عروس الواحات، لا تزال "الكيطنه" تُكتب بحروف من الوفاء، موسمًا نابضًا بالروح والتقاليد، وحدثًا يعكس عمق الهوية وثراء الذاكرة الثقافية الموريتانية.