تعيش مدينة أطار، الواقعة شمال موريتانيا، حالة مزمنة من تدهور البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية، في ظل غياب حلول جذرية من قبل الجهات المسؤولة.
فرغم مرور سنوات على أزمة المياه والكهرباء، لا تزال هذه المشكلات تراوح مكانها، ما يفاقم من معاناة السكان ويقوّض فرص التنمية في المنطقة.
ومن بين أبرز مظاهر هذا التردي، يبرز ممر "انطرازي" الجبلي الوعر، الذي يُعد أحد أهم المنافذ الطبيعية بين مدينة أطار ووادي تيارت، كما أنه يشكل الطريق الأقرب إلى مدينة آزوگي التاريخية، العاصمة السابقة لدولة المرابطين. ورغم أهميته الجغرافية والاقتصادية، يعاني الممر من غياب شبه تام لأعمال الصيانة والرقابة، ما يجعله نقطة خطر دائم للمواطنين.
وشهد هذا الممر، مساء أمس، حادثًا جديدًا تمثل في سقوط سيارة، مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص، من بينهم حالات خطيرة.
ويأتي هذا الحادث ليضاف إلى سلسلة من الحوادث المماثلة التي وقعت خلال الأشهر الماضية، بينها حوادث سابقة أسفرت عن إصابات ووفيات، دون أن تعقبها أي إجراءات ملموسة من الجهات المختصة.
ويعبر عدد من المواطنين عن استيائهم مما وصفوه بـ"تجاهل الجهات الوصية"، التي – بحسب قولهم – تولي اهتمامًا أكبر بالمهرجانات والفعاليات الموسمية، بينما تُترك القضايا الحيوية دون معالجة.
في ظل هذه الأوضاع، تتزايد المطالب الشعبية بضرورة التحرك العاجل لإعادة تأهيل الممرات الحيوية وتحسين مستوى الخدمات الأساسية، حمايةً لأرواح المواطنين وكرامتهم، ووضعًا لحجر الأساس لتنمية حقيقية في المنطقة.