صراعات داخل روابط التسيير التشاركي تهدد مستقبل الواحات في آدرار

بواسطة mohamed

تشهد روابط التسيير التشاركي للواحات في ولاية آدرار حالة من التجاذبات والصراعات الداخلية، ألقت بظلالها الثقيلة على القطاع الزراعي المحلي، وسط مخاوف متزايدة من تداعيات هذه الأزمة على مستقبل التنمية الزراعية في المنطقة.

فمنذ المصادقة على النظام الداخلي ومعايير الانتساب لهذه الروابط، تحولت بعضُها، خاصة في مناطق الطواز، المعدن، وشنقيط، إلى ساحات صراع محتدمة، غذّتها الحسابات السياسية والتحالفات الشخصية، ما أدى إلى انقسامات حادة بين الفاعلين المحليين، في وقت أحوج ما تكون فيه الواحات إلى وحدة الصف وتضافر الجهود لمواجهة التحديات المتفاقمة.

انعكاسات سلبية على المزارعين

الصراعات الداخلية، التي يرى كثيرون أنها خرجت عن جوهر العمل التنموي، أسفرت عن تعطيل التمويلات المخصصة، وتجميد العديد من برامج التكوين والشراكة التي كانت ستساهم في تطوير القطاع. 

ويأتي ذلك في ظل ظروف صعبة يعيشها المزارعون، الذين يعانون منذ سنوات من غياب الدعم الحكومي، وتكدس المنتجات الزراعية نتيجة انعدام سياسة تسويقية فعالة.

ويُضاف إلى ذلك نقص حاد في الأسمدة والبذور المحسنة، وتراجع صيانة الحواجز المائية، فضلًا عن إهمال الإرشاد الزراعي، ما جعل الإنتاجية الزراعية تتراجع بشكل ملحوظ، وقلّص من مردودية العمل الفلاحي في هذه الواحات العريقة.

دعوات إلى تجاوز الخلافات

ويرى عدد من المهتمين بالشأن الزراعي في آدرار أن هذه الروابط مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بـ"الارتقاء فوق الخلافات السياسية والشخصية"، والتركيز على المصلحة العامة والمشتركة التي تتمثل في إنعاش الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي المحلي.

ويؤكد المتابعون أن "العمل التشاركي الحقيقي يقوم على احترام آليات الديمقراطية الداخلية، والاحتكام إلى رأي الأغلبية وفق المعايير التي تم التوافق عليها سلفًا"، مشددين على أن "تغليب الصراعات الفئوية على أهداف التنمية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور".

الواحات.. رافعة للتنمية المحلية

تُعدّ الواحات في ولاية آدرار إحدى أبرز الركائز الاقتصادية والثقافية للمنطقة، وتمثل مصدر دخل لآلاف الأسر، كما تلعب دورًا محوريًا في حفظ التنوع البيئي ومقاومة التصحر. 

غير أن غياب التنسيق والتخطيط الاستراتيجي، فضلًا عن ضعف الحوكمة داخل الروابط، يهدد بخسارة هذا الموروث الزراعي الغني.

ويأمل السكان المحليون أن يتم تجاوز هذه المرحلة الحرجة من خلال إعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف، وتعزيز الشفافية في التسيير، بما يسمح بإعادة إطلاق البرامج المتعثرة، واستعادة الدينامية التنموية التي تحتاجها الواحات لضمان مستقبل أكثر استدامة.

 

محمد أعليوت ....  أطار  \ ولاية آدرار