وجّه تلاميذ تجمع تنومند، التابع لمركز انتيرگنت الإداري، رسالة مؤثرة إلى رئيس الجمهورية، السيد محمد الشيخ الغزواني، يناشدونه فيها بفتح إعدادية في قريتهم، تحفظ لهم حقهم المشروع في مواصلة التعليم، وتمنحهم فرصة السير على طريق الأمل نحو مستقبل أفضل.
هؤلاء التلاميذ، الذين تجاوزوا بنجاح مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية، يعيشون واقعًا صعبًا يُهدد أحلامهم الدراسية، ويجعل مستقبلهم التعليمي معلقًا على قرارٍ قد يغيّر حياتهم.
فغياب مؤسسة تعليمية إعدادية في تجمعهم القروي، أو حتى في المناطق المجاورة، يُجبرهم على الاختيار بين ترك أسرهم في سن مبكرة أو التوقف القسري عن الدراسة.
وقال التلاميذ في رسالتهم إن الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أسرهم تمنعهم من مغادرة القرية للدراسة في مناطق أخرى، مما يجعل خيار مواصلة التعليم أمرًا شبه مستحيل لكثير منهم.
وأضافوا أن أحلامهم باتت مهددة بالضياع رغم اجتهادهم ونجاحهم، في غياب الدعم المؤسسي الضروري لاستمرار رحلتهم التعليمية.
إحصائيات مقلقة ونزيف تسرب متواصل
وبحسب المعطيات المحلية، فإن 26 تلميذاً من أبناء "تنومند" نجحوا هذا العام في مسابقة دخول السنة الأولى من التعليم الإعدادي، مقارنة بـ 12 تلميذاً في العام الماضي، إلا أن معظم الناجحين في السنوات السابقة تسربوا لاحقًا، نتيجة عدم توفر إعدادية في القرية، وهو ما يكشف عن أزمة تعليمية مستمرة ومتفاقمة.
وتحذر الأسر المحلية من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي، وحرمان أطفال المنطقة من حق أساسي كفلته القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية، ألا وهو حق التعليم المجاني والمتاح للجميع.
مطالب مشروعة وأمل كبير
وفي ختام رسالتهم، عبّر التلاميذ عن أملهم في أن تجد مناشدتهم آذانًا صاغية من قبل رئيس الجمهورية والجهات الوصية على قطاع التعليم، مؤكدين أن افتتاح إعدادية في "تنومند" سيمثل لهم نافذة نحو المستقبل، وسيمنحهم ولأسرهم فرصة كسر دوامة الفقر والحرمان، عبر التعليم الذي يعتبرونه الأمل الوحيد في حياةٍ كريمة.
هكذا، يبقى صوت أطفال "تنومند" صادقًا في بساطته، قويًا في معناه، محمّلًا برجاء لا ينطفئ:
"أعطونا مدرسة... لنمنح الوطن مستقبلًا."