في سجل القادة الذين بصموا بحروف من ذهب على تاريخ المؤسسة العسكرية الوطنية، يبرز اسم اللواء الدكتور محمد الأمين ولد الزامل، كأحد أعمدة الكفاءة والانضباط، ورموز الرؤية المتبصرة التي جمعت بين الصرامة العسكرية والعمق الفكري.
منذ التحاقه بركب خدمة الوطن، ظل اللواء ولد الزامل مثالًا للقائد المتفاني، الذي لا يرضى إلا بذرى التميز.
وتجلّى ذلك بوضوح خلال قيادته الحكيمة للأكاديمية البحرية في نواذيبو، حيث تحوّلت هذه المؤسسة من مجرد مركز للتكوين إلى منارة أكاديمية وعسكرية مشرقة.
لقد شهدت الأكاديمية، في عهده، تطورًا ملحوظًا شمل البنية التحتية والمنهجيات التدريبية، ما جعلها تُضاهي نظيراتها إقليميًا، بشهادة أهل الميدان والمراقبين المختصين، الذين أجمعوا على أن هذا التحول لم يكن ليحدث لولا حنكة اللواء وحرصه على الجودة والفعالية.
لكن الحضور البارز للواء ولد الزامل لم يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل امتد إلى عمق نسيجه الاجتماعي، حيث يُعرف في ولاية آدرار، مسقط رأسه، كأحد أبرز رجالاتها تأثيرًا وقرارًا.
فالرجل لم ينفصل يومًا عن محيطه، وظل قريبًا من الناس، حاملًا همومهم، ومجسدًا لطموحاتهم، في توازن نادر بين المهام الرسمية والانخراط المجتمعي.
ولعل هذا المزج الفريد بين الكفاءة والالتزام، بين المهنية العالية والانتماء الصادق، هو ما أكسبه ثقة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي عهد إليه بعدة مهام دقيقة، تتطلب من الحكمة بقدر ما تتطلب من الحزم.
إن سيرة اللواء الدكتور محمد الأمين ولد الزامل ليست فقط مرآة لماضٍ من الإنجازات، بل هي أيضًا مؤشر لمستقبل واعد، يجعل منه مرشحًا طبيعيًا لتولي مناصب أمنية سامية، وعلى رأسها إدارة الأمن الوطني، بالنظر إلى ما يتحلى به من خبرة عسكرية رفيعة، ورؤية فكرية استراتيجية، تجعله دون منازع الأجدر بهذا المقام.
إنه قائد يعرف متى يتقدم، ومتى يستمع, ومتى يُمسك بزمام القرار, رجل بمواصفات المرحلة واحتياج الدولة.