آدرار بين لجان التنمية وواقع الإهمال: تعليم هش وأسواق فوضوية وبيئة تختنق

بواسطة mohamed

في ولاية آدرار، يواجه المواطن واقعًا تنمويًا متعثرًا يتجلى في قطاع تعليم مترنح، وأسواق يشوبها الغلاء والفوضى، وبيئة تعاني الإهمال رغم تشكيل لجان متعددة يفترض أنها جاءت لتدارك هذه الأزمات.

تعليم يئن تحت الاكتظاظ والتقادم

رغم إنشاء لجنة جهوية للتعليم، لا تزال المؤسسات التعليمية في آدرار تعاني من مشكلات هيكلية وبنيوية حادة. الفصول الدراسية مكتظة إلى حد لا يُطاق، والبنية التحتية لعدد من المدارس والاعداديات تعاني التهالك والتصدع، فيما تقبع أخرى في انتظار انتهاء أشغال لا تنتهي.

وتكشف نتائج الأولمبياد الوطني ورالي العلوم عن تدنٍ واضح في المستوى التعليمي، توّج بإغلاق ثانوية الامتياز، التي كانت حلمًا لكثير من الطلاب وأوليائهم، قبل أن يتحول ذلك الحلم إلى سراب مؤلم.

أسواق بلا رقابة... والأسعار خارج السيطرة

رغم تشكيل لجنة متابعة الأسعار، إلا أن واقع الأسواق في آدرار يعكس صورة مغايرة. الأسعار تتغير يوميًا دون مبرر، فيما تُعرض مواد منتهية الصلاحية على الأرصفة وفي المحلات بشكل علني، في ظل ضعف الرقابة التجارية، وغياب الإجراءات الرادعة. 

الحملات الموسمية التي تطلقها مندوبيات التجارة تبدو أقرب إلى حلول ظرفية لا تلامس عمق المشكلة، ولا تطمئن المستهلك.

البيئة... ضحية الإهمال رغم الوعود

في ميدان البيئة، يبدو أن اللجنة المكلّفة بها لم تبرح مكانها الأول، سوى في بعض المحاضر والاجتماعات. 

نفايات متراكمة، غياب واضح لحملات تنظيف منتظمة، واختناق في الفضاءات العامة التي تحتاج إلى تدخل عاجل يعيد لها الحيوية.

لجان متعددة... ونتائج غائبة

منذ عام، شُكلت في آدرار لجان متعددة بأسماء براقة, لجنة جهوية للتعليم، لجنة للبيئة، لجنة للأسعار، وغيرها، على أمل أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المواطن. لكن ومع مرور الوقت، بات كثيرون يتساءلون: هل هذه اللجان وُجدت للمتابعة والتنمية؟ أم لتحصيل محاضر واجتماعات تنتهي في أدراج الإدارات؟

الانتقادات الموجهة لهذه اللجان تتصاعد مع كل موسم دراسي أو أزمة أسعار، في وقت تتراكم فيه وعود التنمية دون تنفيذ. 

المواطن في آدرار لم يلمس حتى الآن تحسناً ملموسًا في ظروفه المعيشية، بل يرى يوميًا مؤشرات تراجع تحتاج إلى وقفة صريحة ومحاسبة شفافة.

المواطن يسأل... والوقت لا ينتظر

في خضم هذه التحديات، لا يطالب المواطن في آدرار بالمستحيل, هو فقط يريد مدرسة تليق بأبنائه، سوقًا عادلاً لا تستنزف دخله، وبيئة نظيفة تحمي صحته. كما يطمح إلى لجان فعّالة تُترجم قراراتها إلى أفعال على الأرض.

ويبقى السؤال معلقًا كما كتبه أحد المواطنين ذات يوم على جدار مدرسة مهجورة:
"هل تتحول لجاننا يومًا من أوراق جامدة إلى أفعال حية؟"

تقرير محمد أعليوت ... أطار  | ولاية آدرار