في مناسبة اليوم العالمي للمعلم، يستحضر الوسط التربوي في مدينة أطار وولاية آدرار عامة ذكرى أحد أبرز رجالات التعليم الذين تركوا بصمة خالدة في مسار التربية والتكوين، هو المرحوم أحمدو ولد محمد السالك ولد الطالب، الذي كرّس حياته لخدمة التعليم والتنشئة على القيم والمعرفة.
وُلد الراحل سنة 1940 بمدينة أوجفت، من أسرة عُرفت بالعلم والصلاح، وتلقى تعليمه المحظري على يد خاله العالم سيد أحمد ولد الغلام، قبل أن يلتحق بـ مدرسة تكوين المعلمين ويتخرج منها سنة 1973.
ومنذ ذلك التاريخ، ظل مخلصاً لمهنته النبيلة، متنقلاً بين الفصول والإدارات، ومؤمناً بأن التعليم رسالة ومسؤولية قبل أن يكون وظيفة.
عرفه زملاؤه وتلامذته بصرامته في العمل وانضباطه في الوقت، كما تميز بعدله وحرصه على رفع الظلم عن الضعفاء، فكان نموذجاً في النزاهة والإخلاص، يجسد المعنى الحقيقي للمربي الصادق.
وقد أشرف على إدارة المدرسة رقم (2) بمدينة أطار، التي شهدت في عهده نهضة تربوية وتنظيمية لافتة، حيث تخرجت منها دفعات عديدة تبوأت مناصب مهمة في مؤسسات الدولة.
ورحل المربي الكبير عن الدنيا يوم الأربعاء 5 يناير 2000، الموافق لـ 28 رمضان، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، تاركاً وراءه إرثاً تربوياً وإنسانياً يذكره الجميع بكل تقدير وامتنان.
وفي هذه المناسبة، يتذكر أبناء أطار وتلامذته ورفاقه صفاته التي جمعت بين الحزم والرحمة، وبين العدل والتواضع، داعين له بالرحمة والمغفرة، مؤكدين أن سيرته ستظل مثالاً يُحتذى في الإخلاص والوفاء.
رحم الله أحمدو ولد محمد السالك ولد الطالب، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدم من علمٍ وتربيةٍ صدقة جارية في ميزان حسناته.