شهد الإعلام الحر في ولاية آدرار في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظًا، حيث تزايدت المنصات الإخبارية واختلفت في توجهاتها وأدواتها، مما أتاح للجمهور الحصول على معلومات من مصادر متنوعة.
ولكن رغم هذا التقدم، فإن الإعلام في الولاية لا يزال يواجه تحديات عديدة تعرقل دوره في نقل الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وحيادي.
التحديات التي يواجهها الإعلام في آدرار
يواجه الإعلام في ولاية آدرار مشكلة أساسية تتعلق بمستوى القائمين عليه.
فالمنصات الإعلامية، التي من المفترض أن تقوم بنقل الأخبار بشكل محايد وتقديم تحليلات موضوعية، قد تحولت في بعض الأحيان إلى أدوات للدفاع عن جهات معينة أو تبرير أخطاء ارتكبتها إدارات محلية أو شخصيات نافذة.
هذا التوجه يبتعد عن الدور الحيوي للإعلام في نقل الحقائق للجمهور بشكل محايد.
لا شك أن الإعلام لا ينبغي أن يكون طرفًا في الصراعات السياسية أو الحزبية.
مهمته الأساسية هي تقديم الأخبار والتقارير بموضوعية، بعيدًا عن أي تحيز، والعمل على نشر الوعي المجتمعي بشكل يشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
للأسف، غاب عن البعض معنى المصداقية، وتوجهوا نحو استخدام المنصات الإعلامية كأدوات للمديح أو الهجوم على بعض الشخصيات، مع تغاضي متعمد عن نشر أخبار قد تكون حاسمة في عملية التوعية المجتمعية.
الإعلام المحلي: بين التبرير والتجاهل
الواقع في العديد من مناطق ولاية آدرار يشير إلى وجود أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، تحتاج إلى تسليط الضوء عليها من قبل الإعلام المحلي.
إلا أن بعض هذه المناطق تبقى تحت مظلة التردد الإعلامي بين التبرير أو التجاهل.
فبينما هناك قضايا حيوية تتطلب التغطية والمناقشة، فإن الإعلام في آدرار لا يزال يعاني من تقاعس في معالجة هذه القضايا، إما بسبب ضغوط سياسية أو اقتصادية، أو بسبب عدم اكتراث القائمين على هذه المنصات.
دور الإعلام في نقل القضايا التنموية
إن الدور الحقيقي للإعلام في ولاية آدرار يجب أن يكون مرتبطًا بالقضايا التنموية الكبرى التي تهم المجتمع المحلي.
بدلًا من الانشغال بتصوير الصراعات السياسية أو الدفاع عن إدارات محلية معينة، يجب على الإعلام أن يركز على التحديات التنموية التي تواجه الولاية، وأن يسعى إلى توعية المواطنين بكل ما يتعلق بمستقبلهم وحقوقهم.
هذا يتطلب من الإعلام أن يتبنى نهجًا يوازن بين نقل الأخبار بموضوعية وبين تحفيز التغيير الإيجابي في المجتمع.
الإعلام الرقمي: أداة للعدالة والمصداقية
من المهم أن نتذكر أن الإعلام الرقمي لا ينبغي أن يتحول إلى وسيلة للابتزاز أو التفاخر بالقدرة على التأثير على قرارات التعيين أو الإقالة.
فالإعلام يجب أن يظل أداة تسهم في نشر العدالة والمصداقية، بعيدًا عن المصالح الشخصية أو الحسابات السياسية. فإذا كان الإعلام في آدرار يرغب في أن يكون له تأثير إيجابي على المجتمع، فإنه يجب أن يعود إلى قيمه الأساسية التي تقوم على الشفافية والحيادية في نقل الأخبار، والالتزام بالمعايير المهنية في تناول القضايا العامة.
ختاما
الإعلام في ولاية آدرار قطع شوطًا كبيرًا في مسيرته، ولكن لا يزال أمامه الكثير من التحديات التي تتطلب معالجة جادة. يجب أن يدرك الإعلاميون في الولاية أن مهمتهم ليست الدفاع عن الإدارات أو مهاجمتها، بل هي مهمة نبيلة تهدف إلى عرض القضايا التنموية وتوفير المعلومات التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية.
والسبيل لتحقيق ذلك هو الالتزام بالمصداقية والحياد والابتعاد عن المصالح الشخصية التي قد تضر بالمصلحة العامة.