آدرار : هل ينقذ المولد الجديد صورة السياحة الداخلية؟

بواسطة mohamed

وصل اليوم إلى محطة الكهرباء بمدينة أطار، مولد كهربائي جديد، لتعزيز قدرة التوليد الحالية التي عجزت خلال الأشهر الماضية عن تلبية حاجات المدينة المتزايدة من الكهرباء، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتدارك أزمة الانقطاعات المتكررة، قبل انطلاق موسم السياحة الداخلية المنتظر، الذي ستحتضنه المدينة بحضور وزراء وشخصيات سامية في الحكومة.

المولد الجديد: حل مؤقت أم التفاف على الأزمة؟

يأتي جلب المولد في وقت يشهد فيه الشارع المحلي حالة من الاستياء بسبب ما اعتبره السكان تجاهلاً طويل الأمد لمعاناتهم مع انقطاع الكهرباء، والتي دفعتهم مراراً إلى التظاهر للمطالبة بحل جذري. 

وطرح كثيرون على وسائط التواصل الاجتماعي في آدرار تساؤلات حادة: هل يكون هذا المولد هو نفس "الحل المؤقت" الذي تحدث عنه وزير النفط والطاقة في تصريح سابق، حين أشار إلى أن الربط بشبكة الجهد العالي هو الخيار النهائي لإنهاء أزمة الكهرباء في أطار؟

وفي هذا السياق، رأى عدد من النشطاء أن تحرّك السلطات جاء فقط بعد الإعلان عن احتضان المدينة لانطلاق موسم السياحة الداخلية، معتبرين أن توقيت جلب المولد يُظهر أن الأولوية ليست لمعاناة المواطنين، بل لتحسين صورة المدينة أمام الزوار الرسميين والسياح.

النواب في مرمى الانتقاد

نواب مقاطعة أطار لم يكونوا بعيدين عن هذا الجدل، إذ سارع بعضهم إلى التأكيد أن المولد الجديد لم يكن ليصل لولا "التحركات العاجلة والاتصالات المكثفة" التي قاموا بها مع الجهات المعنية. 

غير أن هذه التصريحات، التي نُقلت عنهم عبر وسائل الإعلام وصفحاتهم على مواقع التواصل، قوبلت بسخرية لاذعة من بعض السكان، الذين تساءلوا: لماذا لم تكن هناك تحركات مماثلة عندما خرج المواطنون في تظاهرات ليلية مطالبين بالكهرباء؟ ولماذا يأتي هذا التحرك بالتزامن مع اقتراب الفعاليات السياحية؟

السلطات المحلية تتحرك

من جانبه، كثف والي ولاية آدرار من اجتماعاته مع مسؤولي المصالح الجهوية، في إطار التحضير لانطلاق موسم السياحة الداخلية، حيث شدد على ضرورة "إظهار الولاية في أبهى حلّة" وتهيئة الظروف لاستقبال الوفود الحكومية والزوار، من خلال تحسين الخدمات العامة وعلى رأسها الكهرباء، والنظافة، والنقل، والضيافة.

السياحة والكهرباء.. علاقة مضطربة

وتعد مدينة أطار، عاصمة ولاية آدرار، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في البلاد، بفضل ما تزخر به من معالم طبيعية وثقافية.

إلا أن أزمة الكهرباء المستمرة تهدد بجعل الموسم السياحي هذا العام رهينة للاضطرابات الخدمية، ما لم يتم تأمين تغطية مستقرة ومستدامة للطاقة خلال الفترة المقبلة.