قمة قطر بين تطلعات الشعوب ومخاوف الانتظار

بواسطة mohamed

بينما يلتئم شمل القادة العرب والمسلمين في العاصمة القطرية الدوحة ضمن قمة استثنائية تُعقد في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، تتعلق أعين الشعوب العربية بشاشة واحدة,  شاشة الانتظار التي تبث وجع فلسطين، وتُترجم نبض الشارع العربي المتعطش لموقف موحّد، حازم، وفعّال.

فمن المحيط إلى الخليج، ومن شوارع غزة تحت القصف، إلى أحياء الخرطوم المنكوبة، مرورًا ببيروت، وصنعاء، ودمشق، والقاهرة، تعلو الأصوات الشعبية مطالبةً بأن تكون القمة الحالية أكثر من مجرد "اجتماع بروتوكولي" يُضاف إلى أرشيف القمم، أو بيان ختامي لا يُقرأ إلا في أرشيف النسيان.

قمة الفرصة الأخيرة؟

يتساءل كثيرون: هل تكون قمة الدوحة هي قمة "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ ما تبقى من رصيد الثقة الشعبي في النظام العربي الرسمي؟ 

وهل يمكن أن يتحوّل هذا الاجتماع من مجرد حدث دبلوماسي إلى لحظة سياسية مفصلية تُعيد ترميم الكرامة العربية الممزقة تحت نيران الاحتلال والمصالح المتقاطعة؟

الشارع العربي، الذي طالما عبّر عن غضبه وإحباطه من ضعف المواقف الرسمية، لا يزال يتشبث بأمل أخير: 

أن يسمع في ختام هذه القمة ما يختلف عمّا سبق. بيانات واضحة، لا لبس فيها، ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل، وكلمات فعلية لا إنشائية، تُعلن كسر الحصار على غزة، وتفعيل أدوات الردع السياسي والاقتصادي، بل وربما الأمني، ضد كل من ينتهك حرمة الشعوب وسيادة الدول.

أمل الشعوب: قرارات لا كلمات

الأمل الشعبي اليوم يتمحور حول قضايا واضحة:

  • وقف العدوان على غزة، وكسر الحصار الجائر المفروض عليها منذ أكثر من عقد ونصف.
  • تبني موقف عربي موحد يُدين انتهاكات الاحتلال في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.
  • تفعيل المقاطعة العربية، اقتصاديًا وثقافيًا، وتقديم الدعم الكامل لحملات المقاطعة الدولية.
  • دعم وحدة الصف الفلسطيني، واستقبال كافة الفصائل دون تمييز في عواصم القرار العربي.
  • الاتفاق على ميثاق دفاع مشترك، يعتبر أي عدوان على دولة عربية أو إسلامية عدوانًا على الجميع.

 التاريخ لا يرحم الصامتين

بين كلمات القادة المنتظرة، ونبض الشارع الذي لا يهدأ، يكمن الاختبار الحقيقي لقمة الدوحة. 

فإما أن تكون قمة المبادرة والتحوّل، أو مجرد محطة أخرى في طريق التراجع العربي.

إن الشعوب لا تطلب المعجزات، بل تطالب فقط بأن يُنصت إليها، وأن تُحترم كرامتها، وأن تتحول قضاياها إلى أولويات على طاولة القرار، لا مجرد بنود في هامش البيان الختامي.