أختتام العام الدراسي في ولاية آدرار: ترقّب و تحديات وآمال معلّقة

بواسطة mohamed

مع إسدال الستار على العام الدراسي في ولاية آدرار، يدخل القطاع التعليمي مرحلةً دقيقة تتسم بالتوجس والترقب، في ظل ظروف استثنائية أثقلت كاهل الطواقم التربوية، وألقت بظلالها على واقع المدارس وأداء التلاميذ. 

وبينما تستعد الأسر لموسم المسابقات الجهوية والوطنية، تطغى على المشهد علامات الاستفهام والقلق بشأن المخرجات المتوقعة لهذا العام.

عام دراسي مضطرب

لم يكن العام الدراسي المنقضي خاليًا من الاضطرابات, فقد شهدت مدارس الولاية وقفات احتجاجية وإضرابات متكررة من قبل المعلمين والأساتذة، احتجاجًا على ظروف العمل وضعف التجاوب مع مطالبهم. 

وبرزت أصوات روابط آباء التلاميذ، وعلى رأسها رابطة آباء تلاميذ المدرسة رقم 1، التي طالبت أكثر من مرة بإكمال أشغال بناء المؤسسة التعليمية، بعد أن ظل المشروع معلّقًا في دوامة من التأجيل والتأخير لأكثر من سنتين.

حراك تربوي رغم التحديات

في مقابل هذا الواقع المتأزم، سجّل القطاع التربوي في الأيام الأخيرة من العام حراكًا ملحوظًا تمثّل في تنظيم الأنشطة الثقافية والتربوية، إضافة إلى حفلات اختتام السنة الدراسية التي أقيمت في عدد من المؤسسات التعليمية. 

إلا أن هذه الأنشطة لم تُخفِ حجم التحديات، وفي مقدمتها النقص المزمن في الطواقم التدريسية، وضعف التنسيق بين الإدارة التربوية من جهة، وروابط الآباء والهيئات التربوية من جهة أخرى، وهو ما فاقم من تبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن تدهور الوضع التعليمي.

جهود فردية تُضيء المشهد

على الرغم من التحديات، لا تزال بعض الكوادر التربوية تبذل جهودًا لافتة لإنقاذ الموسم الدراسي. 

فقد تم تنظيم دروس تقوية ودورات مراجعة مركّزة استعدادًا للمسابقات الوطنية المرتقبة، في مسعى جاد لرأب صدع الضعف الذي يعاني منه كثير من التلاميذ، وخلق أجواء من التحفيز تعيد إليهم شيئًا من الثقة والجاهزية.

نتائج ماضية تثير القلق

وتبقى ذاكرة أولياء الأمور مثقلة بإخفاقات العام الماضي، إذ ما زال شبح النتائج الهزيلة يخيّم على الأجواء. 

فقد سجّلت شعبة الرياضيات في البكالوريا نسبة نجاح صفرية، وجاء الأداء في أولمبياد العلوم والرالي ضعيفًا، بينما لم يتمكن سوى سبعة تلاميذ فقط من اجتياز امتحان دخول ثانوية الامتياز، وهو ما أطلق موجة من الانتقادات والتساؤلات حول مدى فاعلية البرامج التعليمية ونجاعة خطط الوزارة في دعم التميز.

الأمل لا يزال قائماً

رغم هذه الصورة القاتمة، لا يزال الأمل معقودًا على أن يحمل العام الحالي نتائج مغايرة تعوّض الإخفاقات وتعيد بعض الثقة في النظام التربوي. 

فالتلاميذ، ومعهم أسرهم، يترقبون بارقة أمل تخرجهم من نفق التراجع، فيما يبقى المطلوب إرادة مؤسسية حقيقية تعيد الاعتبار للمدرسة العمومية وتكرّس ثقافة الأداء المسؤول، حتى لا تبقى آمال الطلاب رهينة الاجتهادات الفردية والمبادرات المحدودة.